الوعي و ابعاد العقل

كان في بوست هنا منزل بيسأل يقول 'السؤال الذي ليس له اجابة: لماذا خلق الله الكون '

و انا كنت عملت ريبلاي ب الي مكتوب هنا بس حبيت احولوا إلي بوست عشان اسمع اراء اكتر.

لماذا خلق الله الكون و الأنسان؟

انا كنت بسأل السؤال ده لنفسي كتير لغاية لما وصلت ل اجابة ليا لنفسي.

و الأجابة هي ان مستحيل نعرف. او نفهم السبب بسسب اختلاف الوعي و الأبعاد ما بينا.

يعني مثلاً ، لما انا بنزل الشغل، بلاقي القط بتاعي واقف علي الباب عشان مش عايزني اطلع. انا طبعاً بشيله و بطلع، و لما اجي الاقيه زعل اني سبتو ف يفضل يتمسح فيا و هكذا.

حاسس ان هنا نفس الموقف ما بين الأنسان و الله و القط و انا.

القط ميعرفش ليه انا بنزل و اسيبو، بس يعرف ان الموضوع ده بيزعلوا. ميعرفش يعني ايه شغل، او مجتمع، او فلوس، او اني محتاج انزل الشغل ده عشان اجيب الفلوس دي الي هعرف بيها اجيبلو الاكل و الحكاية دي.

هو لا يعرف و لا يفهم اي حاجة من هذا بسبب قلة وعيه و ان احنا حرفياً عقلي و عقل القط في ابعاد مختلفة. مستحيل افهمة المغزة من الحاجة إلى انا بعملها الي هي بتزعلوا، لكن هو هيفضل زعلان مني اني سبتو.

هنا يمكن نفس السبب، الانسان مغرور جدا، ميعرفش يصدق ان عقلوا و وعيو لا يعرفو او يفقهوا شيء عن الكون.

ف يمكن في سبب و لكن ربنا مش بيقولو في القران او يذكروا لأن احنا عمرنا ما هنفهموا.

انا مش حافظ ايات كويس و يمكن اقول حاجة غلط بس علي حد علمي في اية تقول 'أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً" و علي ما اظن اية كمان بتقول "و ان كنتم تعلمون"

هنا نفس الحالة، زي ما انا مش بعمل الحاجة الي بتزعل القط بتاعي عبثاً او لسبب اني ازعلوا و بس، لكن في حاجات فوق وعيه بتحصل.

.........

و انا هاجي ارد علي نفس قبل ما حد ييجي. كل نفسك قبل ما حد يكلك

هناك مغالطة في هذه الحجة، ايه المغالطة؟ الفرق بين قدرتي في اني افهم القط السبب، و قدرة الله.

يعني انا مثلا مهما حاولت ميت سنة مش هعرف و مش هقدر افهم القط بتاعي انا ليه بعمل الحاجة الي بتزعلوا و اسيبوا. قدراتي كده، مستحيل ف هنا انا مفهمتهوش مش بس بسبب قلة وعيه و لكن عدم المقدرة عندي كمان.

لكن في حالة زي ربنا و الأنسان، الله يقدر يعمل اي شيء، و عشان كده هو الله. ف هذا معناه ان هو بردو يقدر يتخطي حائط الوعي الي مقلل من عقل الانسان، و يفهمو اسباب فوق ابعاد عقلوا، غيري انا مثلا مع القط معرفش.

ف هنا السبب الرئيسي بقي في عدم معرفة سبب خلق الكون مش بس بسبب قلة وعي الانسان، لا وكمان عندم مرغبة الله. لأن الله عندو القدرة لكن لا يريد.

هي دي المغالطة الي انا وصلتلها و الي بتوصلنا ل نقطة الصفر تاني. طب ليه ربنا مش بيقولنا السبب؟ حتي لو حائط الوعي عائق ف ربنا يعرف يتخطاه بسبب كونه اله

.....

ف انا هرد علي نفسي تاني. ليه ربنا لا يخبرنا ب اجابة هذا السؤال رغم مقدرته؟

و السؤال ده يترد عليه ب سؤال تاني.

ليه اصلا هناك رغبة في معرفة الأجابة؟

يعني مثلاً ، تعالي نقول ان معجزة حصلت، و انا فعلاً قدرت افهم القط بتاعي، سبب نزولي من البيت و تركه لوحده، و ليه بعمل كده رغم اني بزعلوا.

دلوقتي ، هل هيكون في اي اختلاف ما بين علاقتي انا و القط؟ او اي اختلاف في تصرفاته ؟

لا خالص، زي ما بيحصل كل يوم. انا هنزل الشغل و هسيبه لوحدة ، و هو هيقعد مستنيني زعلان بسبب الوحدة.

يعني حتي لو لديه كل المعلومات متاحة، هو لسا غير قادر علي تغيير اي شيء

.الي حاجة الوحيدة الي هتتغير هي النفسية، او المشاعر. دلوقتي هيعرف ان نزولي و تركه لوحدة ليه سبب، فيمكن ده يقلل من حزنوا

ان انا مش بزعلوا من فراغ. او يمكن يزود من حزنوا، لما يعرف قد ايه هو عاجز عن تغيير حالته. و ان التصرف الوحيد الي يقدر يعملوا هو مجرد تقبل الوضع الواقع.

انا معرفش مشاعره هتتغير ازاي, لاني لا اعلم الغيب. لكن الله يعلم، يمكن القط يدخل في حالة اكتئاب ، يمكن ميتغيرش خالص، في حاجات كتيرة يمكن تحصل.

بس الاكيد هنا ، ان مهما حصل ، تصرفات القط ليست متغيرة بل مشاعره ، و ان استفادة القط من المعلومة شبه معدومة

ف بين الانسان و الله يمكن نفس الموقف بظبط في القرآن، فيه آية بتقول: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"

زي م القط مش محتاج يعرف معلومات فوق قدراته، يمكن الانسان في نفس الموقف.

و في اية تانية وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

يعني الأية دي بتقول ب كل صراحة سبب الخلق، و بتثتثني اي غاية اخري، ان كانت علم لماذا خلق الله الكون، او غيره من الغايات، ف هذه مش غاية الله.

ف اجابة "لماذا خلق الله الكون"

هي ب الحرف 'مستحيل المعرفة'

و اسبابها هي

قلة وعي و ادراك الأنسان ١

عدم رغبة الله ٢

و عدم وجود حاجة الي المعرفة ٣

ده الي انا وصلتلو بعد.كلام كتير مع نفسي.

اسف لو طولت لكن انا بقالي كتير بفكر في الموضوع ده و كنت عايز اسمع اراء تانية, و اشكرك لو قريت كله